أعلنت حالة الطوارئ
- كافة المعابر إلى قلبها مغـلقة
- وعند البوابات يقف حرّاس -
غير عـدائيـين ولكن صارمون -
لا يمر من
هـنا من ليس معه
أوراقاً صالحة -
هـنالك
أيّام دخلتُ
أراضيها
على عمق عـدّة كيلومترات -
وجـدتُ هـناك
آثاراً لحلمي
وبحـثت عـن
الأ ُذ ُن -
أما اليوم
ومنذ الفجر
فكل الطرق مسدودة -
لا يستطيع أي متسلّل
اختراق الجـدار -
وترتطم به الكلمات
والإشارات -
ناهـيك عن استحالة اللمس -
إنّه منع التجوّل للمشاعـر --
هي لم تكن تطلب
أكثر من عدم
التدخل -
بغية السكينة -
السكينة فقط -
سألتها:
ولكن ألم
ترغبي شيئاً ؟ -
فقالت إنّه بحوزتها
فعلاً -
ولكن ألم تحكي
عن حلم من الأحلام
في بادئ الأمر؟ -
قالت
ربما ،
إلا أنها
تنظر إلى
الأمام
- وسألتْ: أليس كل شيء
على ما يرام؟
- فأجبتُ بلى
ليست هذه هي القضية
- بل ذلك
الجدار - إنه عالٍ جدّاً
والإجراءات
الأمنية
- كانت
من قبل هـناك
روضة صغيرة -
لنا وحدنا
- في تلك اللحظة
تركتني لبرهة
بمفردي
-- سرتُ في الشوارع
المتموجة محاولاً
العـثور على مدخل
- في عـدة مواقع
- فقد أردت أن أكلمها
هي نفسها لكن ذلك
لم يعد ممكناً
- لم يكن هـناك
مجالاً
- كان يجب عليها
أن تنصت في هـذه
المرة
- وأنا أيضاً كان
علي أن أنصت
- لم يعد يوجد
سبيل إليها سوى العاطفة الجياشة
- التطرف -
الفعل اليائس
- أن أقود صوب نقطة التـفتـيش
وأسرع حتى
الانفجار
- لأنه إن وقع انفجار
فلا بد وأنّ شيئاً
هامّـاً كان هـنالك
- شيء يجب إمعان
التفكير فيه
- شيء يدعو
للتساؤل عن سبب
وجوده
- هكـذا كنت
أصنع في الماضي
مع بعض
أخواتها
- إلا أن ذلك لم يكن
يفلح - وفي النهاية لم يكن
يتبقى سوى أطلال
- وأحلام سيئة
و صراصير
- بدلاً من الروضة التي كانت من قبل
مكانها
- هـذا كل ما بقي
- ولم يظل أي شيء
منا قط
-- الحدود مغـلقة
إذاً
- أقف هـنا في
البرد القاهر
- أدخن سيجارة
وأودعها -
وأتكئ عظامي
- مرت في الطريق
ثلاث دبابات
من فوقي
سحـقتـني عن غير
عمد
- قتل خطأ
- رضيت بذلك
فقد أردتُ أن
أعرف لبّ الأمر -
والآن عرفته
- كان موجوداً
- وسـأتغـلب على
البقية
-- حالة طوارئ قصوى
- كلمات قليلة
في السينما
- حد ّقـنا في
الشاشة
وتصرفتُ بشكل
لا يثـير الانتـباه
- وجد ت نفسي
في الدور غير المستحب
- دور عميل سري
- ابتـسمنا في
حين انشغـلت هي
بتعزيز الحاجز
- كانت دوماً جميلة
- لمعت عيناها
في بلاد الغرب
- لم يكن بوسعي
سوى
المشاهدة
- حيث كنت قد جئت في
البداية من
الناحية الخطأ
-- اليوم لم أكن
الآخر الغريب
إلا لفترة
وجيزة
- رأيت نفسي في
مرآة المرأة
المرآة
- وفيها ظهر هو مرة
أخرى
- أعرفه
منذ زمن بعيد
- كان له مكانه -
وبدى ضئيلاً
بعض الشيء
- لم أكن أحبه
- كان يتكلم كلاماً
غير مترابط -
يتخطى الحدود
- بغير لباقة
- تفهمتُ أنها لا
تريد الإنصات
إليه -
إذ لم أرد الإنصات
إليه أنا نفسي
- وهكذا أصبحنا
شبه متفـقـين
في النهاية
- ولم أعد أحتاج
فقدان سيطرتي على
نفسي
- بل فقدانها هي
فقط
الترجمة
من الأصل
الأ لماني
منار عـمـر
، مراجعة
أنيـس
.إن البامبو صيغة
أدبية خاصة لأنيس
وكل قطعة عبارة عن
صفحة واحدة
وهـذه القصيدة
هي بامبو رقم 232 وكتبت
في 26/01/2004